الجمعة، 20 أكتوبر 2023

 عبدالعزيز بن محمد الخاطر

خالد سلمان الخاطر أيقونة الطبقة الوسطى

09 أبريل 2021 , 01:30ص

الأخ العزيز خالد بن سلمان الخاطر الذي رحل عن دنيانا بالأمس يمثل هو وجيله انعطافاً هاماً في مسيرة التنمية في بلدنا العزيز، حين رجع العديد من ابناء الوطن من المهندسين والاطباء والاداريين من بعثاتهم الدراسية في بداية وأواسط السبعينيات ليتبوأوا مناصب قيادية في الحكومة ويشكلوا طبقة وسطى اجتماعية، من الفنيين والتكنوقراط في جميع مفاصل الادارات في الدولة، لتؤدي الحكومة دوراً شهد الجميع بأنه على مستوى عال من الكفاءة والمرونة والانجاز، وبأنه عصر "قطري" بامتياز.

 تقلد الراحل المهندس خالد ادارة الهندسة في تلك المرحلة الهامة من تاريخ الدولة، وهو الذي تخرج من اعرق الجامعات الامريكية في مجاله لتبدأ الدولة عن طريقها مشاريع ضخمة صحية وتعليمية وسكنية، منها على سبيل المثال لا الحصر مستشفى الولادة واسكان كبار الموظفين وفندق شيراتون الدوحة وكورنيش الدوحة كذلك، ولا أنسى هنا دور سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان ولياً للعهد في تلك الايام، في اختيار هذه الكفاءات القطرية، ووضعها في المناصب الحساسة التي تحتاجها عملية التنمية، وفي مقدمة أولئك الراحل العزيز خالد بن سلمان.

لقد شهدت ادارة الهندسة في عهده تطوراً ملحوظاً على صعيد العمل الفني، وعلى صعيد العمل الاجتماعي كذلك، فقد كانت خلية نحل، كان رحمه الله يساعد الجميع بلا استثناء وبلا تحيز، منفتحاً على الجميع، لا يحمل ضغينة أو حقدا، ولا أنسى كذلك من كان معه من مهندسين وفنيين واداريين أو مديريين في ادارات اخرى كالكهرباء أو الماء أو البلدية، كانت هناك أوركسترا تكنوقراطية يعزفها اولئك الشباب من ابناء قطر في تلك الفترة، كانت فعلاً طبقة وسطى اعادت التوازن للمجتمع، وكان خالد رحمه الله أيقونتها، يحز في النفس أن تتلاشى تلك الطبقة الوسطى الفنية ليحل محلها طبقة وسطى رعوية طفيلية غير انتاجية، مما اثر كثيراً ونفسياً على افراد تلك الطبقة الانتاجية، وشعر البعض منها بالاهمال وعدم الاهتمام والنسيان وعدم التكريم، فانزوى االعديد بعيداً يرى ما انجزه، والدور الذي قام به ويشعر بأن الزمن اختاره للزمن الصعب، لكن لم ينصفه بعد ذلك.

لقد كنا نمتلك طبقة وسطى رائعة من الفنيين تتمتع بمجال ونطاق شخصي فيه من الحرية وابداء الرأي الكثير.

انتقل الاخ خالد الى جوار ربه بعد سنين طويلة من العزلة والمرض، اصحابه كثر ايام مجده، وقلة تكاد تسأل عنه أيام انعزاله ومرضه، ونسيان حكومي مؤلم له ولأمثاله من أبناء تلك الطبقة التي ادارت دفة التنمية في السبعينيات والثمانينيات من القرن المنصرم.

 رحم الله بو عبدالعزيز ورحم أيام تلك الطبقة الوسطى المنتجة من افذاذ التكنوقراط والفنيين من ابناء الوطن الذين مهدوا طريقاً للإنتاجية إلا أن الريع غلاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق